يبدو أن التصويت العلني الذي اعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم لاختيار البلد المحتضن لنهائيات كأس العالم 2026، يعتبر سيفا ذا حدين بالنسبة للملف المغربي في سباق تنافسه مع الملف الثلاثي المشترك بين الولايات الأمريكية المتحدة، كندا، والمكسيك، خصوصا وأن الأمر يتعلق بـ207 أصوات للاتحادات الكروية المنضوية تحت لواء "الفيفا"؛ إذ إنه سيكشف عن هوية الدول المصوتة لصالح هذا الملف أو ذاك.
وقال منصف اليازغي، باحث في السياسات الرياضية لـ"هسبورت"، إن "الحصول على أصوات الاتحادات الكروية ينقسم إلى مرحلتين؛ الأولى تهم ما قبل 13 يونيو المقبل حيث يبحث كلا الملفين عن دعم الاتحادات، ويكون أحيانا الإعلان الرسمي لبعض الدول، كفرنسا وإسبانيا، حافزا لدول الأخرى"، مضيفا: "التصويت يكون مبنيا على توجهات سياسية وليست رياضية؛ إذ يعمل الاتحاد الكروي على استشارة السلطات العليا قبل منح الصوت. ليس هناك عاطفة، الأمر يتعلق بمصلحة مشتركة".
المرحلة الثانية، يوضح اليازغي، "تهم يوم 13 يونيو الخاص بالتصويت؛ إذ اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم نظاما جديدا غير النظام السابق لجوزيف بلاتر، وهو التصويت العلني، وبالتالي لن يكون هناك أي لبس في المواقف، إلا أنه قد يجر نوعا من الفساد"، معتبرا أنه لتجنب ذلك، على "الفيفا" القيام بدورها، "من خلال تمرير رسائل قبل يوم الحسم قصد إبعاد السياسة عن الرياضة، والتأكيد على أن للاتحادات الحق في منح صوتها كما تريد".
وشرح الباحث في السياسات الرياضية سلبية التصويت العلني بالقول: "التصويت العلني ممكن أن يتسبب في نوع من الفساد، كما أن الرشاوى واردة جدا؛ إذ بإمكان الملف الثلاثي استمالة أصوات مجموعة من الاتحادات "المُتخلّفة" بسهولة تامة، ونستحضر هنا الإكراميات والوعود التي كانت تمنح في السابق لأعضاء الفيفا المصوتين".
ومن شأن التصويت العلني أن يشكل خطرا على الملف المغربي؛ إذ ستكون مجموعة من الدول، ومنها الأقطار العربية، مضطرة لمنح صوتها للملف الثلاثي المشترك، خوفا من تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمعاقبتها أو سحب الدعم المالي أو الأمني الذي تمنحه لها الولايات المتحدة سنويا.
وكان ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي، قد انتقد اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم لنظام التصويت العلني في المؤتمر المقبل الذي سيجرى بموسكو من أجل اختيار البلد المنظم لنهائيات مونديال 2026، وقال في هذا الصدد: "التصويت العلني خطأ كبير، سيكون دائما قابلا للفساد ويخضع للتدخل السياسي".